محور الشر فى القليوبية
بعد ظهور الخطورة الداهمة لقرى جنوب الجيزة؛ نظرا لسيطرة الفقر والإرهاب على أرضها، كان لزاما على «صوت الأمة»، ضمن رحلتها لكشف أسرار ومَواطِن مثلث الرعب الشهير: «الفقر، والجهل، والإرهاب»، أن توجه بوصلتها نحو المحافظات المحيطة بتلك القرى، والتى تمثل خط الإمداد الرئيس، للبدرشين، والصف، والعياط، وأطفيح، بأخطر ما يمكن أن يتعرض له المجتمع من عوامل تساعد على تردى الأوضاع على جميع الأصعدة.
وبعد أن زرنا الفيوم، وبنى سويف، باعتبارهما المحافظتين الحدوديتين مع الجيزة، واللتين تتشابهان معها، كان من الضرورى تغيير البوصلة شمالا والاتجاه شرق النيل، لاستكمال الدائرة التى تحاصر هذه القرى الخطيرة، وزيارة المحافظة الشمالية التى تظلل الجيزة، وتمثل المدخل الشمالى لها، وهى القليوبية.
تقع محافظة القليوبية شرق النيل، عند رأس الدلتا، وتحدها من الجنوب محافظتا القاهرة والجيزة، وشمالا محافظتا الدقهلية والغربية، وشرقا محافظة الشرقية، وغربا محافظة المنوفية، وهى ثالث أقاليم «القاهرة الكبرى».
وتتكون محافظة القليوبية من 9 وحدات محلية للمراكز والمدن، و9 مدن هى: بنها، قليوب، القناطر الخيرية، شبرا الخيمة، الخانكة، كفر شكر، شبين القناطر، طوخ، قها، بالإضافة إلى 46 وحدة محلية، تتبعها 195 قرية، و901 عزبة وكفر، ويقطنها أكثر من 6 ملايين نسمة وفق التقديرات الرسمية
وتلقى زيارة القليوبية الضوء على تفاصيل دقيقة، تمثل الجزء المعتم والخفى من جبل الجليد الذى لم تبد منه- خلال الفترة الماضية- سوى أحداث عرب شركس، واغتيال رجل الأمن الوطنى بالجبل الأصفر، وسقوط قادة حركة حسم الإرهابية، إذ أن الأمر على حقيقته يكشف عن أن القليوبية تضم بين جنباتها، المئات من القضايا المتفجرة، على مستوى انتشار العناصر الإرهابية، والعصابات الإجرامية، التى تتآزر معا، لتصنع أجواء بالغة الخطورة على الدلتا، والجيزة، والقاهرة أيضا.
يتم على أرض القليوبية، الكثير من الصفقات الإجرامية، والبيزنس المشبوه، سواء لتدمير الأماكن الأثرية التى شيدها محمد على باشا وقت أن دشن القناطر الخيرية، أو على صعيد تجارة السلاح، والمخدرات التى صار أباطرتها يملكون مصانع لتعبئتها، وبيعها على أراضى المحافظة
ليس هذا فحسب، وإنما تعد القليوبية، إحدى المحافظات الضالعة بكل قوة فى ملف الإرهاب، إذ تضم قرى أخضعها الإخوان لنفوذهم، ومنها انطلقوا إلى الشمال حيث الشرقية، والدقهلية، وإلى الجنوب حيث الجيزة والفيوم، وبنى سويف، وما خفى كان أكثر خطورة.
ولم ينج السائحون أيضا، من عصابات القليوبية؛ إذ سقط عدد كبير منهم، ضحايا جرائم متنوعة، تبدأ بالنصب، وتنتهى بالخطف، وطلب الفدية، حتى صار طقسا عاديا لدى السائحين الراغبين فى الحضور إلى مصر، من الدول العربية، أن يحذر كل منهم الآخر، من زيارة القليوبية، وقراها.
لأن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية منذ بدأوا حياتهم، يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية، فقد حظيت أماكن بعينها باهتمامهم، لكونها ذات مواصفات معينة مثل التشعب، وغياب الحواجز الطبيعية بينها وبين الأماكن المحيطة بها، وسهولة الدخول إليها والخروج منها، وكل هذه العوامل مجتمعة موجودة بوفرة ومتحققة بامتياز فى القليوبية، وكما أن الانطلاقة الأولى من الإسماعيلية، لم تكن مصادفة، وإنما قصد منها مؤسس الجماعة حسن البنا، استغلال الهدوء الذى تتمتع به تلك المحافظة، وقلة أعداد القاطنين بها، فى عشرينيات القرن المنصرم، ليرتب الأوراق، ويستقطب الأتباع من كل أنحاء مصر، دون أن يجذب انتباه السلطة فى ذلك الوقت.
أول الغيث
وبعد استتباب الأمور للجماعة، وامتلاكها عددا كافيا من الأتباع، اختار حسن البنا أن يتحرك إلى القليوبية، وكانت «شبلنجة»- تلك القرية النائية فى ذلك الوقت- «أول الغيث»، بحسب اعتراف كبار الجماعة فى مذكراتهم بعدها.
وإدراكا من البنا، ورفاقه أن القليوبية هى مفتاح الدلتا، وقرينة القاهرة، والعمق الاستراتيجى للجيزة، كما أن الفيوم، وبنى سويف، هما العمق المماثل من الجهة الجنوبية، نشط رجال الجماعة على جميع المستويات؛ لكسب الأتباع فى هذه المساحة الدائرية فى وسط خريطة القطر المصري
ونجح البنا بالفعل، فى الحصول على أتباع، صاروا قادة للجماعة بعد وفاته، من أشهرهم المرشدين العامين حسن الهضيبى، وعمر التلمسانى، والقادة محمد عزت حسن، ومحمد البلتاجى.
وشكل الإخوان أولى شُعب الجماعة فى محافظة القليوبية، بقرية «شبلنجة»، واختاروا الشيخ عبدالفتاح عبدالسلام فايد، أول نائب لها، فى عام 1933م، ومع زيارة البنا الأولى أيضا إلى شعبة شبلنجة، انتبه إلى شبين القناطر، التى تمثل عمقا مهما للقليوبية؛ فأنشأ بها شعبة جديدة أدارها محمد عزت حسن، ومنها انطلقت الجماعة إلى شعبة منية شبين، وكان نائبها الشيخ رزق البسيونى، وتلاها تل بنى تميم، المجاورة لشبين القناطر.
وإيمانا من البنا بأهمية القليوبية، اختار قائد شعبة شبلنجة، عضوا بأول مجلس شورى للجماعة، الذى أصبح فيما بعد يطلق عليه مكتب الإرشاد.
وبحلول عام 1941م، كانت للجماعة شعبة فى بنها بوسط القليوبية، واستطاع الإخوان فيها أن يفتتحوا ما يقرب من 15 شعبة فرعية، وكذلك فى طوخ، وبعض القرى مثل: ميت كنانة، وكوم أشفين، وطحلة التى انضم عمدتها عبداللطيف علما إلى الإخوان.
وفى أواخر عام 1947م، نشأت شعبة عرب الصوالحة، التى قدمت المرشد الأشهر فى تاريخ الجماعة المستشار حسن الهضيبى.
وبلغ تمكين الإخوان فى القليوبية، أن وقع عليها اختيار البنا، لتكون الدائرة التى يترشح من خلالها أحد رجال الجماعة، لعضوية مجلس النواب، للمرة الأولى فى تاريخ الجماعة عام 1943م، وهو القيادى محمد عبدالرحمن نصير.
استغلال الفقر والمرض.. عادة إخوانية
على مدار تاريخ الإخوان كان استغلال الفقر، والمرض، عادة لقيادات الجماعة، وهو ما بدا واضحا، عندما استغلت الجماعة، انتشار وباء الكوليرا، عام 1947م، فى القطر المصرى، وكان شديد الوطأة فى القليوبية؛ فكثفوا نشاطهم الصحى، ونشروا أطبائهم، من أجل معاونة الأهالى، مقابل كسب ولائهم.
وافتتحت الجماعة عددا من المستوصفات والعيادات المجانية، ونشطت جوالتهم فى التصدى للوباء، كما استغلوا غياب سلطة الدولة، وكونوا جماعات للأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر؛ بدافع اللعب على الوتر الدينى، ومحاربة البغاء، الذى كان يبيحه رسميا الاحتلال البريطانى، برضاء من القصر الملكى، وحكوماته المتعاقبة.
واهتم الإخوان بالاستفادة من الإمكانات الاقتصادية للقليوبية، فأنشئوا شركة للغزل والنسيج فى شبرا الخيمة.
وكانت القليوبية، هى الملجأ الأخير الذى اتجهت إليه أنظار قادة الجماعة؛ لحماية حسن البنا، بعدما ظهرت بوادر تهدد حياته، وكان الترتيب يقضى بأن يختبئ البنا، فى منزل اشتراه القيادى الإخوانى، عبدالله النبراوى فى بنها، مقابل 240 جنيها؛ إلا أن القبض على النبراوى؛ حال دون تنفيذ خطة البنا فى الاختباء.
واستمر النفوذ الإخوانى منتشرا فى القليوبية، إلى أن ظهرت خلاياهم، ولجانهم النوعية، فى عرب شركس، والجبل الأصفر، وغيرها، عقب فض رابعة، وتكوينهم لحركة حسم، التى تسعى لنشر الإرهاب فى أركان الدولة.
مناطق إرهابية خطرة
لا تقتصر القليوبية على الإخوان فقط، وإنما تضم خليطا من العناصر الإجرامية الأخرى، ما بين إرهابيين.
وخلال الفترة الماضية، تمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية، من ضبط عدد من الخلايا الإرهابية التابعة لحركة حسم الإخوانية، ومنها تلك التى اتخذت من إحدى الشقق بمنطقة السقيلى بالخصوص، وكرا لممارسة نشاطها الإرهابى، كما نجحت الأجهزة فى تصفية اثنين من الكوادر الإخوانية الخطيرة، والمتهمين الرئيسيين فى واقعة اغتيال ضابط الأمن الوطنى بالخانكة، وهما الإرهابى الإخوانى محمد عبدالفتاح دسوقى، والإرهابى الإخوانى محمد حسن محمد محمد مفتاح، كما تم القبض على 5 آخرين من اعضاء الخلية وضبط بندقية آلية وخزن آسلحة الية وطبنجة ومبلغ مالى.
مناطق خطرة
وللسرقة بالإكراه، وجود لافت فى القليوبية، وبخاصة على طريق كوم أشفين، مستغلين غياب الإضاءة الليلية الخدمات الأمنية عن الطريق، ما حوله إلى وكر للتشكيلات العصابية الكبرى.
مثل: الجعافرة، وأبوالغيط، والخرقانية، والكلافين، والعريضة، وميت العطار، والذين يعملون، فى تجارة السلاح أيضا.
وتحمل هذه القرى سجلا حافلا وتاريخا أسود مليئا بالدماء أيضا، فى قرى الخرقانية والحادثة وشلقان وجزيرة الشعير وهى أسماء لها باع طويل فى تجارة الكيف والسلاح.
العريضة سوق البلطجية
تعد قرية العريضة، سوق تأجير البلطجية، وكان دائما ما تتم الاستعانة بهم فى الانتخابات البرلمانية والمحليات، لتظبيط الصناديق، وتقفيل اللجان.
ويرجع السبب فى انتشار الأعمال الممنوعة بتلك المنطقة إلى طبيعتها الوعرة، التى مكنت أباطرة المخدرات والسلاح ولصوص السيارات، من إنشاء أوكار لهم، وتركها فى حماية البلطجية المأجورين، وهو ما ينطبق أيضا على قرية نوى، ومدينة أبوزعبل.
أبوجهل والسلمانية
وفى قرى المثلث الذهبى وهى: كوم السمن والجعافرة والسلمانية، مرورا بعزبة أبوجهل، تنتشر أيضا أعمال العنف وتجارة السلاح والمخدرات، فضلا عن القشيش، وميت الحوفيين.
إحصاءات أمنية
خاضت الأجهزة الأمنية على مدار العام الماضى، معركة كبيرة فى القليوبية أسفرت عن استشهاد عدد من الضباط وأفراد الأمن، ومقتل 46 من قادة التشكيلات الإجرامية الخطيرة.
وسقط على أثر ذلك 136 تشكيلا عصابيا، يضم 512 متهما ارتكبوا نحو 2000 واقعة سرقة خلال فترة الانفلات الأمنى، وضبط 405 قضية مختلفة، كما تم ضبط 65 قنبلة، و5 مدفع جرينوف، و4 رشاشات ثقيلة، و320سلاحا آليا، و1560 سلاحا محلى الصنع، وأكثر من ألفى قطعة سلاح مختلفة، و14 ألف طلقة، و4081 قضية مخدرات بلغت فيها المضبوطات «965» كيلو هيروين و6,5 مليون قرص مخدر، و101919 كيلو حشيش و2 طن بانجو، و353 شجيرات، وغيرها.
هل الإرهاب طائر خرافى؟
وتفتح احترافية الإخوان فى استغلال احتياجات الأهالى، الباب للحديث عن غياب الدولة، وانهيار خدماتها للأهالى، فى جميع قرى القليوبية، الأمر الذى يستغله كل من يمتلك إمكانات؛ لملء فراغ الدولة، وإقناع الناس الذين يصرخون من الفقر، والمرض، بأنه بديل قادر على توفير احتياجاتهم، مقابل الولاء دائما، والحياة ذاتها فى أحيان كثيرة.
وإذا وضعنا المقولة التى تنتشر بين الفقراء هذه الأيام، بأن كثير من أبناء الطبقات المهضومة، يعيشون لمجرد أن الانتحار محرم؛ سنجد أنفسنا أمام حل لمعضلة خطيرة، يلخصها سؤال: ما الذى يدفع الشباب للإقدام على العمليات الانتحارية؟
إنها دناءة القوى المتطرفة التى تستغل عدم الرغبة فى الحياة، أمام ضغوط الفقر، والمرض، والبطالة؛ وتقدم فتوى تبيح الانتحار، بشرط الانضمام إلى زمرة الجماعة، والاعتقاد فى سلامة أهدافها، وهو ما يفسر أيضا كيف تمكنت جماعة الإخوان، وغيرها من القوى المتطرفة، من أن تجد أتباعا فى الأماكن الفقيرة.
التقديم السابق، يفسر أيضا، لماذا نصر فى كل مرة أن نلقى الضوء على الفقر، ومدى انتشاره.
إذ إنه بات من المحتم أن نعى أن جناحا طائر الإرهاب الخرافى، هما الخطاب الدينى المغلوط، وغياب الدولة عن دورها الاجتماعى فى الحد من الفقر، والجهل، والمرض.
20 ألف نسمة يصارعون الفقر
تضم القليوبية الكثير من القرى، التى تثير الحيرة، عند السعى لاختيار أيها الأكثر فقرا، أو احتياجا، وربما أيضا أشد تطرفا.
وفى منشية عبد المنعم رياض، التى حملت اسما قديما خلدته السينما، هو «عزبة الصفيح»، النموذج الأشد وضوحا، وفجاجة، لمثلث الفقر، الذى لا تخلو منه محافظات مصر! وتتسم هذه القرية، بسمة عجيبة، يؤكدها الأهالى، وهى أنها لم تحظ بأى زيارة لمسئول حكومى منذ نشأت، رغم أنه يعيش فيها 20 ألف نسمة، يعانى معظمهم فى منازل فقيرة، آيلة للسقوط بسبب انتشار مياه الصرف فى أساساتها الضعيفة أصلا.
حكاية «أم بيومى»
وبالإضافة إلى الفقر والمرض، يعيش أهالى قرية «أم بيومى»، أزمة إضافية، تبدو غير مهمة إلى جوار أزمات العشوائية، والفقر، وغياب الخدمات؛ إلا أنها تمثل ضغطا نفسيا على الشباب خاصة، يفقدهم الإحساس بالانتماء لمحل الميلاد، والعيش، اللذين يعدا اللبنة الأساسية فى الانتماء للوطن بأكمله.
وتتلخص مشكلة أهالى «أم بيومى»، فى هذا الاسم، الذى يراه الأهالى، لا يصلح عنوانا لقريتهم؛ لأنه اسم امرأة، «ودى عيبة فى حقنا»، بحسب ما يردد الجميع هناك حرفيا.
وتعود التسمية، التى شكا الأهالى لمحافظى القليوبية المتعاقبين على مدار العقود الماضية، منها مطالبين بالتغيير، إلى سيدة كانت تقف بـ «نصبة شاى» على مدخل الطريق الدائرى، المطل على الطريق الحر الجديد «بنها- شبرا الخيمة»، ولأنها منطقة عشوائية غير مخططة، التصق اسمها باسم أشهر ما فيها، وهى تلك السيدة، خاصة أنها قتلت فى تلك المنطقة.
ورغم اعتراف محافظى القليوبية، المتعاقبين بتردى حالة، «أم بيومى»، إلا أنه لم يهتموا إطلاقا بتنميتها، ولم يمدوا يد العون لأهلها، الذين بقيت رغبتهم فى إيجاد حلول عاجلة لمشكلاتهم دون اهتمام.
الجبل الأصفر.. جريمة مكتملة الأركان
نظرة واحدة لحال منطقة الجبل الأصفر، يؤكد أننا أمام جريمة مكتملة الأركان، ليس فى حق المقيمين فى هذه المنطقة فقط، وإنما فى حق الشعب بأكمله الذى تذبح صحته، وتنتهك آدميته يوميا فى تلك المنطقة؛ التى تعد المقر الرئيس لكل شبكات الصرف الصحى بالمنطقة، والتى تروى منها محاصيل جنائن المنطقة، التى يتم بيعها إلى تجار أسواق الجملة، وفى مقدمتها سوق العبور، لتنتشر بعدها، وتدخل كل منزل فى مصر.
تحول المكان إلى محطة للصرف الصحى للقاهرة، جعلها مصدرا شديد الخطورة للتلوث، إذ تستقبل المجارى يوميا عبر محطتها الأكبر فى الشرق الأوسط، بالجبل الأصفر، وذلك رغم أن المنطقة ذاتها لا تتمتع بخدمة الصرف الصحى.
الطامة الكبرى، أن افتقار المنطقة لمياه الرى؛ دفع المزارعين لسقاية محاصيلهم التى تصل لـ3000 فدانا، بمياه الصرف، فيما تنتشر المزروعات فى جميع أنحاء القطر المصرى.
محمد عرابى، أحد المواطنين، يشرح مأساة المنطقة فيقول: «يعتمد المزارعون على مياه الصرف الصحى، لرى المحاصيل، لتوفير نفقات دق الطلمبات الارتوازية، وهذا سر انتشار الأمراض، التى تأكل أكباد المصريين».
وأضاف: «تلوث البيئة طال كل شىء تقريبا، وصار يهدد الجميع، وبخاصة الأطفال، الذين يعانون من الحساسية، والأمراض المعدية، والسرطان، بسبب الخضراوات».
ويقول أحد المزارعين، رافضا الإفصاح عن اسمه: «محاصيلنا تصل لكل مكان فى مصر، وبخاصة القاهرة، والجيزة، ونستخدم مياه الصرف؛ لعدم توفر مياه الرى الطبيعية»، مطالبا بتوفير بديل يحفظ محاصيلهم من التلف.
الأجهزة الرقابية تعترف بالفضيحة
ولعل الأكثر إثارة فى هذا الملف، هو اعتراف جهات رقابية، رسميا، بفضيحة رى مزارع الجبل الأصفر، بمياه الصرف، وذلك فى مستندات منها ما هو تابع للرقابة الإدارية، عبارة عن مذكرة موجهة إلى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، يتناول الآثار المترتبة على رى أراضى المزارع بهذه المنطقة بمياه الصرف الصحى غير المعالج، وما فى ذلك من خطورة على صحة المواطنين، لما تحتويه من بكتيريا قولونية وبرازية وبكتريا السالمونيلا والشيجلا والطفيليات التى تسبب الأمراض السرطانية.
وأوضحت المذكرة أن العديد من المزارعين، أخلّوا بالتزاماتهم التعاقدية بعدم حفر آبار ارتوازية وأن اعتماد غالبية المزارعين على مياه الصرف الصحى الخام، غير المعالجة الواردة من محطة معالجة الجبل الأصفر، تضر بالصحة العامة، خاصة فى محاصيل الأرز، والكرنب، والبطاطس والذرة.
بالإضافة إلى ما سبق، كشفت المستندات أيضا عن استخدام البعض مساحات شاسعة من الأراضى بتلك المنطقة، كمراع للماشية، والخيول، معتمدين على مياه الصرف الصحى الخام فى شرب هذه الحيوانات.
حياة بائسة
وتضم منطقة الجبل الأصفر 3 مربعات سكنية، هى: منشية الجبل الأصفر، تقسيم يونس، الصفرا، وتبلغ مساحة المنطقة الإجمالية نحو 6 كيلومترات مربعة، مشروع الصرف الصحى، وجناين الأرض الزراعية.
وتعد منطقة الجبل الأصفر، كيانا عشوائيا، قام على أنقاض أرض زراعية، اعتدى عليها بالتجريف، لمواجهة الزيادة السكانية.
الغالبية العظمى من سكان هذه المنطقة، من أبناء الصعيد، وهم أرزقية، غير ثابتة الدخل، إذ يعمل الكثيرون منهم بنائين، وباعة جائلين، كما تعمل بعض السيدات فى الخدمة بالمنازل.
وتعانى المنطقة من فقر شديد فى الخدمات الصحية، ولا تتوافر بها إلا مستوصفات الأهلية التى أنشأها الإخوان، والجمعيات السلفية، التى تتصارع على كسب عقول وولاء المواطنين، حينما تغيب الدولة، كما أشرنا سلفا.
ويصف الأهالى فى هذه المنطقة، حياتهم بأنها غير آمنة، إذ يقول، على إبراهيم، من سكان المنطقة: «انتشار تجار المخدرات، والبلطجية، يجعلنا فى قلق دائم، على نسائنا، وأطفالنا، وأنفسنا أيضا»، مشيرا إلى أن المنطقة تتحول إلى مكان مغلق، لا يدخله، أو يخرج منه أحد، بمجرد أن يرخى الليل ستاره.
مصانع عشوائية قاتلة
وتضم منطقة الجبل الأصفر، عددا من المصانع العشوائية، التى تقتل البيئة، بملوثاتها، فضلا عن تهديدها لحياة السكان.
وبحسب الأهالى فإن الفترة التى تلت ثورة يناير، شهدت ظهور الكثير من المصانع العشوائية، داخل الكتلة السكنية، وبخاصة فى مجال البلاستيك، بالإضافة إلى ورش الحدادة التى لا حصر لها فى غياب واضح لدور البيئة والصحة.
ويقول مجدى عبدالمنعم، أحد سكان الجبل الأصفر، إن المنطقة، أصبحت مصدرا للتلوث البيئى، بسبب مصانع البلاستيك، والبلاط، والبويات، وورش حرق وتكسير البلاستيك، بالإضافة إلى مصانع الكيماويات، التى تنتشر فى منطقة العكرشة.
انقراض الزيت الحار
وأكد أن انتشار مصانع الشبة والأسمدة والزجاج والجلود بالإضافة إلى مضارب القطن، ومقالب حرق القمامة، أصابت الجميع بالأمراض الصدرية، والكبدية، والحمى، وبالأخص الملاريا.
وتشتهر قرية «الرملة»، فى مدينة بنها بوجود الكتان البلدى، إلا أن قلة العمالة وإهمال الدولة؛ أسقطا هذه الصناعة من الحسبان.
ويعد تصنيع الكتان، من الصناعات المهمة، إذ تعتمد عليها صناعة البويات، فضلا عن أن بذرة الكتان يستخلص منها الزيت الغنى بـ»أومجيا3»، الذى يقى الجسم من الجلطات، وهو الزيت المشهور لدى المصريين بـ «الزيت الحار».
ويحكى عبده الفرماوى، أحد العاملين فى هذه المهنة، مأساتها، فيقول: «لم يتبق منها سوى مصنع واحد بقرية الرملة، بينما انقرض العمل تماما فى باقى الأماكن، بسبب إهمال الدولة، رغم أنها فى يوم ما كانت تتساوى فى الأهمية، مع صناعة القطن».
وأوضح أن عدم مساندة الدولة للمصانع المتعثرة، بتسهيل إقراضها، أدى لتراكم الديون، وإفلاس أصحابها، فهجرت العمالة المهنة، حتى أوشكت على الانقراض.
الجواز فى المشمش
تشتهر قرية العمار، بزراعة المشمش، بعد أن وصلت المساحة المخصصة لهذه الفاكهة الموسمية العزيزة إلى لنحو ٣٥٠ فدانا، ويمثل موسم حصاد المشمش، بداية الأفراح، وليالى الزواج الملاح، حتى أن تعبير «الجواز فى المشمش»، انطلق على لسان الأهالى من هذه القرية، قاصدين أنهم ينتظرون حصاد المشمش، لبيع المحصول، وتزويج أبنائهم، وبناتهم.
ومشمس العمار كل عام يصبح سبب بهجة كثير من الأسر؛ فموسم المشمس هو موسم الخطوبة والزواج، خاصة بعد بيع المحصول.
حامد لطفى، من أبناء القرية يقول إن زراعة المشمش فى قريتهم بدأت منذ محمد على، مؤكدا أن محاصيل المشمش المزروعة لديهم اكتسبت شهرة عالمية، بسبب طعمه المميز، وشكله المبهج.
وأشار إلى أن موسم الزواج فى القرية، يرتبط بجنى محصول المشمش، وكانت أغلى المهور والشبكات تقدم للعرائس، من بنات قريتهم؛ بسبب ارتفاع مستوى أسرهن المادى.
واعترف لطفى بتراجع الحالة الاقتصادية، والجودة الزراعية لمحاصيلهم خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ سماح وزير الزراعة الأسبق يوسف والى.
فرص مهدرة
يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، إن الدولة تهدر فرصا عدة النهوض بصناعات يمكنها فتح فرص عمل للشباب، منها تطوير صناعات الجريد والفحم فى طوخ، وإنشاء صناعات تتعلق بزراعة المشمس بقرية العمار، وأخرى تتعلق بالنخيل والبلح فى القلج، بالخانكة، بالإضافة إلى تقنين صناعات البلاتسيك، المنتشرة فى أنحاء القليوبية.
كنوز عرب العليقات
تعد بحيرة عرب العليقات، واحدة من أهم الأماكن بالقليوبية، إلا أنها تآكلت وفقدت نصف مساحتها التى كانت تصل لـ160 فدانا، كما فشلت الدولة فى تحويل هذه البحيرة إلى منتجع للسياحة العلاجية.
ولبحيرة عرب العليقات، قصة، فهى تقع على أطراف الخانكة، قرب مدينة شبين القناطر، وتتميز بقربها من القاهرة، وتتميز بالجو الرائع الجاذب، فضلا عن المرتفعات المتدرجة، التى تضفى جمالا على المكان.
حمير القليوبية.. أسياد الحيوانات
أصبحت الحمير فى القليوبية هى سيدة الحيوانات، بعدما قفز الواحد منهم إلى 5000 جنيه، لتصدير جلودها للخارج، واستخدامها فى مستحضرات التجميل، والمنشطات، وسط نشاط كبير لعمليات التهريب، وهو ما يثير المخاوف من استخدام لحومه، وبيعها للجزارين؛ لتتسرب إلى المواطنين.
وأوضح الأهالى أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، تم ضبط نحو 5 أطنان من لحوم الحمير المذبوحة.
«القناطر الخيرية» شيّدها محمد على ودمرها الإهمال والنهب يقول الدكتور عبد المنصف سالم نجم أستاذ الآثار الإسلامية بقسم الآثار والحضارة بكلية الآداب، جامعة حلوان تعددت القصور والسرايات التى شيدها أفراد أسرة محمد على فى مدينة تعتبر القناطر الخيرية، درة محافظة القليوبية، وهى المنطقة التى يتفرع فيها نهر النيل إلى رشيد، ودمياط، وأكسبها محمد على أهمية بالغة، أنشأ القناطر الخيرية التى تتحكم فى تدفق المياه للثلاث رياحات الرئيسة فى دلتا النيل وهى: «المنوفى، والتوفيقى، والبحيرى»،
واكتسبت هذه البلدة شهرتها منذ أن أنشأ محمد على، القناطر الخيرية، التى وضع أساسها فى احتفال مهيب، وأكملت فى عهد نجله سعيد باشا.
وأشار إلى أن الخديو إسماعيل اهتم بهذه المدينة، فشيد بها إسطبلات خديوية، ورمم مبانيها فى سنة 1867م وهذا يدل على أن مدينة القناطر.
واهتم عباس حلمى الأول بإصلاح كشك محمد على، وترميمه وطلائه وتركيب الزجاج له، وبعد وفاة محمد على امتلكه عباس حلمى الأول، وألحق به بعض المبانى، قبل أن تهدمه الدولة وتشيد فى موقعه، محطة بحوث البساتين بالقناطر الخيرية.
قصر الخصوصية
ويعد قصر الخصوصية من المنشآت المهمة فى القليوبية أنشأه محمد سعيد باشا ابن محمد على باشا الكبير الذى تولى حكم مصر بعد وفاة عباس حلمى الأول ابن أخيه طوسون باشا، وهو أهم الأمراء والباشوات الذين اهتموا بالقناطر، ولعل من أهم أعماله المعمارية هو بناء قصر النيل بمدينة القاهرة على الشاطئ الشرقى لنهر النيل، وتشيد القلاع التى أطلقت عليها القلاع السعيدية نسبة إليه بمدينة القناطر الخيرية، والتى وضع أساسها فى 23جماد آخر سنة 1271هـ.
كان هذا القصر بداخل القلاع السعيدية حيث كان يتكون من طابقين، ويقع حاليا بالقرب من الشاطئ الشرقى من الرياح المنوفى، حيث يقع على الطريق الواصل بين قناطر فرع دمياط، وقناطر فرع رشيد على يمين السلك من فرع دمياط إلى فرع رشيد.
قناطر عباس حاجة تانية
عاشت القناطر، والقليوبية عامة، فى عهد عباس الأول، فترة هى الأزهى فى تاريخها فأنشأ بها سرايات، وإسطبلات، وأشرف على إنشاء طريق يربط بين مدينة بنها والقاهرة، وحول مدينة بنها إلى قاعدة لمديرية القليوبية، وشيد قصرا لنفسه بهذه المدينة.
والخديو عباس حلمى الأول هو ابن الأمير طوسون ابن محمد على باشا، ولد سنة 1813م وتولى حكم مصر بعد وفاة عمه إبراهيم باشا.
كما شيد عدد من الأجانب العاملين بالقناطر الخيرية قصورا لهم، بها، لمباشرة أعمال البناء والتجديد فى مبنى قناطر المياه.
المحزن تحول محلج محمد على باشا، الذى أنشأ عام 1847م، ويعد من أقدم محالج القطن فى الشرق الأوسط من تحفة معمارية إلى خرابة مهجورة، بعد سرقة معداته وكان يقوم بحلج آلاف القناطير فى الثمانينيات، بالإضافة إلى سرقة قضبان السكك الحديدية الخاصة بالمحلج، وانتشار إعلانات الحائط على جدران المحلج الأثرى دون أدنى تحرك من وزارة الآثار.
مرجانة وجزيرة الشعير سياحة تسكنها الأشباح
كانت قرية مرجانة السياحية، وجزيرة الشعير بمثابة أميرتين للمناطق السياحية، بالقناطر الخيرية، إلا أنهما تحولت أوكار تسكنها الأشباح، والمجرمون، ومتعاطو المخدرات، والبلطجية، بعد أن أهملت الدولة الاستفادة منهما.
وفى تناسق بديع كانت تصطف على جانبى القرية، والجزيرة على ضفاف النيل، منازل الفلاحين، تناطح فيلات وقصور الأغنياء، ولا يفصل بينهما سوى رصيف ضيق، وسط مناظرها خلابة لا مثيل لها.
ويرجع تسمية جزيرة الشعير، بهذا الاسم؛ لأنها المصدر الأول لزراعة محصول الشعير فى مصر، منذ عهد محمد على، وتضم 3 جزر متجاورة، وتابعة لها، هى البحرية، والقبلية، والعرب، والأخيرة الأكثر كثافة، وشهرة؛ لزراعتها الموالح، اشتغال أهلها فى المشاتل، وتأجير اللنشات والحناطير.
والجزيرة عبارة عن رأس مثلث يفصل النيل إلى فرعيه رشيد ودمياط بمساحة 355 فدانا منها 240 فدانا وضع يد، لمحطة بحوث البساتين التابعة لمركز البحوث بوزارة الزراعة، و10 أفدنة عبارة عن مبان وتجمعات سكنية بالجزيرة منذ مائتى عام، و80 فدانا ملكية خاصة، وهى عزبة زايد، نسبة إلى مالك الجزء الأكبر منها وهو ثرى يدعى توفيق زايد، إلا أنه تنازل عن جزء منها للأهالى، حتى يتمكنوا من تقنين أوضاع منازلهم، والإقامة بها.
هذا بالإضافة إلى 25 فدانا وضع يد من أهالى المنطقة، الذين يزرعونها بالمشاتل منذ أكثر من مائتى عام.
خدمات معدومة
ورغم تاريخية، وجمال المكان، فإن انعدام الخدمات، أدى لتدميره، إذ تذهب النساء صباح كل يوم إلى مياه النيل، لغسل الأوانى والثياب، فيما يستحم الأطفال فى المياه قرب الشاطئ، والتى تكون مخلوطة بمياه مصارف المنازل المقامة داخل الجزيرة، وتفتقد الجزيرة لمياه الشرب، والكهرباء.
وتشمل الجزيرة، عزبتى ريماس وريحانة، واللتين تحولتا من أماكن ترفيهية، إلى مصدر للتلوث والأمراض، ومكان مهجور.
واتفق الأهالى فى الجزيرة، وفى قرية مرجانة، على أن غياب الخدمات الحكومية، زاد من معدلات البطالة، ونسبة الأمراض.
وأشار أحمد فؤاد، من أهالى الجزيرة، إلى أن جميع سكانها من أهلها، وليس بينهم غريب، وأنهم يزرعون أرضها منذ أكثر من 200 عام.
أما احمد عيد، من أبناء الجزيرة أيضا، فيؤكد أن نحو 200 فدان من أرض الجزيرة تخص وزارة الزراعة، ومزروعة بأصناف من البلح النادر منذ أيام الملك فاروق، وموجودة الآن على الطبيعة، وهناك أجود أصناف البرتقال واليوسفى والمانجو.
بنها عاصمة الأبراج
تشتهر مدينة بنها بأنها عاصمة الأبراج، إذ إن تجارة الشقق السكنية، المبنية فى أبراج حديثة، هى الأكثر رواجا، رغم أنها تباع بأسعار خيالية، بالقياس على المناطق الراقية فى القاهرة والجيزة، وتجاوز سعر الشقة فى بنها مليونى جنيه، بمناطق كانت مهملة وغير جاذبة لسكان المدينة.
قرى إيطاليا
وشهدت قرى بنها، وطوخ وكفرشكر، انتشارا واسعا للهجرة غير الشرعية، وبخاصة إلى إيطاليا، وهو ما يرجع البعض إليه، سبب ارتفاع أسعار الأراضى، والتكالب عليها، لبناء العمارات والفيلل والمنازل الفخمة، والتباهى بها، فى القرى التى ولدوا بها.
الأرقام تكشف معدلات الفقر
ورغم هذا الارتفاع البالغ فى أسعار الأراضى، فإن الأرقام تكشف عن حالة فقر مدقع يعانيها معظم أهالى القليوبية، إذ بلغت نسبة الفقراء فى المحافظة 12٫1٪، أى ما يتجاوز 967 ألف مواطن، فى 133 ألف أسرة، وتضم 117 ألف أسرة 742 ألف فقير، ويعيش 985 ألف مواطن فى 192 ألف أسرة بالقرب من خط الفقر.
وفى القليوبية التى تمثل أعلى كثافة سكانية، يعانى 27٫5٪ من الأمية، و8٪ من البطالة، و37٫9٪ من العاطلين حاصلين على تعليم جامعى، وأعلى نسبة بين العاطلين هم الحاصلون على تعليم ثانوى بنسبة 59٫3٪، ونسبة العاطلين الحاصلين على تعليم دون الثانوى 2٫8٪، على الرغم من أن الدولة توفر 30٫1٪ من الوظائف فى الحكومة والقطاع الخاص والأعمال، وهى نسبة قريبة من المتوسط القومى فى مصر التى تبلغ 25٫6٪، وهذا كله وفق إحصاءات رسمية لأجهزة الدولة المختلفة.
والفقر الذى ضرب أركان المحافظة دفع شبابها للعمل فى المهن المخالفة للقانون والصناعات التى يطلق عليها الصناعات الضارة بالبيئة وصحة الإنسان، ويشير مركز «ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان»، إلى وقوع 1200 حالة انتحار سنويا فى مصر، 19.5% منها فى القليوبية، محتلة المركز الثانى، بعد القاهرة التى تصل النسبة بها إلى 27%، وتليهما الجيزة بنسبة 12%، متساوية مع السويس.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة موقع صوت الامة ولا يعبر عن وجهة نظر بنهاوى وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصدره ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر.