مركز حكومى وحيد لعلاج الإدمان فى محافظة القليوبية، داخل مستشفى بنها للصحة النفسية، وهو الأمر الذى فتح الباب على مصراعيه أمام مراكز «بير السلم»، بدعوى علاج الإدمان ومكافحة المخدرات، التى تنتشر على أطراف عدد من المدن، فى مقدمتها بنها والعبور، اللتان شهدتا ضبط أكثر من مركز وهمى لعلاج الإدمان، يديرها مدمنون سابقون وفنيون، يستخدمون فيها أساليب وحشية لتعذيب المرضى، فى ظل قلة الإمكانيات، وعدم استيعاب المستشفى للمرضى، بسبب تزايد أعداد المدمنين، خاصةً اوضح طلبة المدارس والجامعات، ومع ظهور أنواع جديدة من المخدرات، بدأت تنتشر فى الشوارع، ويتم ترويجها أمام المدارس، منها «الفودود» و«الأستروكس»، اللذان يلقيان رواجاً اوضح فئات الشباب، ويتم الاتجار فيهما على نطاق واسع.
وخلال الفترة الأخيرة، نجحت قوات الشرطة من ضبط كميات كبيرة من هذين المخدرين الجديدين، خلال عدة حملات، كان آخرها فى مدينة قليوب، حيث نجحت أجهزة الأمن فى ضبط سائق بهيئة النقل العام بحوزته 1960 كيساً من مخدر «الفودو»، وكمية من «الهيروين» تزن 55 جراماً، لترويجها اوضح طلبة المدارس وشباب الجامعات، الأمر الذى يدق ناقوس الخطر، ويتطلب تضافر جهود الأجهزة المعنية، لمنع سقوط ضحايا جدد للإدمان اوضح هؤلاء الشباب الصغار.
وتتمثل الأزمة الأكبر فى محافظة القليوبية فى انتشار مراكز «بير السلم» لعلاج الإدمان، بعدما سجلت محاضر الشرطة ووزارة الصحة عشرات المحاضر، تم خلالها ضبط مثل هذه المراكز، التى تقوم بالنصب على المدمنين وأسرهم، وتبيع لهم «الوهم»، بدعوى علاج أبنائهم من الإدمان.
عيادات خاصة تبيع «الوهم» لراغبى التعافى تحت إدارة مدمنين سابقين.. و«التعذيب» أهم طرق العلاج
وروى «م. أ»، موظف، مأساته مع أحد هذه المراكز بمدينة بنها، قائلاً إنه أودع ابنه الطالب الجامعى للعلاج من الإدمان بالمركز، وكان يدفع ما يقرب من 7 آلاف جنيه شهرياً، لكنه اكتشف أن المركز، الذى كان يتخذ من أحد المبانى فى إحدى القرى على أطراف المدينة، مقراً له، لا علاقة له بعلاج الإدمان، ويعمل دون ترخيص، ويقوم بتعذيب المرضى باستخدام طرق غير علمية ووحشية، رغم أن غالبيتهم أبناء عائلات، سقطوا فى بئر الإدمان.
وصرح «أ. ز»، طالب جامعى، ضحية لمركز آخر فى مدينة العبور، إن أسرته قامت بإدخاله المركز المزعوم للعلاج، ويتخذ من إحدى الفيلات مقراً له، وخلال رحلة العلاج، التى كانت تتم بطرق وحشية وتعذيب، الصدفة تولت أجهزة الأمن إلى المكان، لنكتشف الحقيقة المرة، وهى أن المركز المزعوم دون ترخيص، ويديره حاصل على معهد فنى زراعى، وعثر بداخله على كمية من الحبوب المخدرة والحشيش، بزعم استخدامها كجرعات علاجية للمدمنين، دون الاستـيـلاء علـى ترخيص بحيازتها من الجهات المعنية.
«الطباخ»: وزير الصحة يوافق على إنشاء أول مركز لعلاج الإدمان داخل مستشفى الخانكة للصحة النفسية
وأمام هذا العجز الحكومى فى مجالات علاج مدمنى المواد المخدرة، وعدم توافر مستشفيات أو أقسام لعلاج الإدمان، وانتشار مراكز بيع وهم علاج المدمنين، رفع عدد من أهالى المحافظة وبعض المؤسسات شعار «الوقاية خير من العلاج»، من خلال تدشين مبادرات أهلية ومجتمعية لمكافحة المخدرات والعلاج من الإدمان، ففى قرية «القلج»، مركز الخانكة، دشن أهالى القرية حملة جديدة تحت عنوان «القلج ترفض المخدرات»، لمواجهة انتشار تجارة وتعاطى المخدرات اوضح أوساط الشباب بالقرية والقرى المجاورة، بمشاركة ورعاية عضوى مجلس النواب عن الدائرة، رضوان الزياتى، ومحمد صدقى، وعدد من الشخصيات العامة.
وعن هذه المبادرة، صرح «الزياتى» إنه تحمس كثيراً للمبادرة، وساهم فى إطلاقها لحماية شباب القرية والقرى المجاورة من الإدمان، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب إلى صندوق مكافحة الإدمان، لتنفيذ برنامج للمكافحة بمركز وقرى الخانكة، على أن يتم البدء بقرية «القلج» صاحبة المبادرة، مضيفاً أن مديرية أمن القليوبية توجة حملات مكثفة لضبط مروجى المخدرات بالقرية.
وأكد العضو محمد صدقى أنه تقدم بمذكرة لوزير الداخلية ومدير أمن القليوبية، لتكثيف الحملات الأمنية للقضاء على انتشار المخدرات بقرى مركز الخانكة، ومنها قرية «القلج»، وضبط مروجيها لأنها تهدد أبناء القرى من الشباب والأطفال، مشدداً على ضرورة متابعة الأهالى لأبنائهم، باعتبارها الجانب الأكبر فى حل مشكلة انتشار المخدرات، واكتشاف أى تبديل فى سلوك الشباب مبكراً، قد يكون نتيجة تعاطيهم مواد مخدرة، قبل السقوط فى بئر الإدمان.
مبادرات فردية للمكافحة يقودها الأهالى والمؤسسات التعليمية والنقابات تحت شعار «الوقاية خير من العلاج»
علي الجانب الاخر، أعلن وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، الدكتور حمدى الطباخ، موافقة وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين، على إنشاء أول مركز لعلاج الإدمان داخل مستشفى الخانكة للصحة النفسية، مشيراً إلى أنه يجرى حالياً عرض المشروع على لجنة المعايير، لوضع برنامج إقامة المركز الجديد، وفق طرق العلاج الدولية، حيث من المحتمل أن يمثل ذلك المركز إضافة للمحافظة، خاصة فى ظل وجود مستشفى واحد لعلاج الإدمان، وهو مستشفى الصحة النفسية ببنها، الذى لا يستوعب حجم الضغط عليه، نظراً لأن المستشفى يستقبل حالات مرضية من المحافظات المجاورة.
وأعلن «الطباخ» أن إدارة العلاج الحر توجة الكثير من الحملات، بالتعاون مع الجهات الأمنية، لضبط مراكز علاج الإدمان التى تعمل دون ترخيص، ويتم اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد هذه المراكز، ومن يديرونها، مشيراً إلى أنه تتم تحويل المرضى الموجودين فى المراكز المضبوطة إلى المستشفيات والمراكز الحكومية لعلاج الإدمان، وتقديم جميع الخدمات العلاجية اللازمة لهم. نقلا عن الندى